الجمعة، 23 يناير 2009

عصمت داوستاشي


قلم وعدسة :عادل فضالي- مصر

الحياة المصرية جزء من نسيج ذاكرة لوحات عصمت داوستاشي

فهي من وجوه الأصدقاء إلى الشوارع والأزقة التي انغمست فيها فرشاته وألوانه

منذ تخرج الفنان عصمت داوستاشي(مواليد الإسكندرية في 14/3/1943) في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1960 وهو شعلة نشاط فني لا تهدأ؛ يكوّن الجمعيات الفنية، ويقيم المعارض، ويمارس الكتابة والإخراج والرسم الصحفي والعمل الإداري، حتى بلغ رصيده أكثر من 80 معرضًا خاصًا، غير المعارض الدولية والمحلية التي شارك فيها، بالإضافة إلى عدد من الكتب في مجالات الإبداع المختلفة منها مجلد ضخم عن الفنان محمود سعيد.
ويرى داوستاشي أن كل ما يفعله في المجال الإبداعي هو مرحلة واحدة؛ فهو عطاء متنوع إلا أنه متسق شكلا ومضمونًا فيما يريد أن يعبر عنه، ومظاهر التنوع التي تبدو في أعماله مرجعها أساسًا إلى إيمانه بحرية الفنان وعدم تقيده وتقييده باتجاه فني ما، وهذه سمة الفن الحديث منذ انطلاقته في أوائل القرن الماضي؛ فالفنان المعاصر يتسم بالشمولية، إنه يرسم وينحت وينفذ أعماله بالطباعة، ويصمم ديكورات للمسرح، ويكتب، ويخرج أفلامًا كان آخرها الفيلم الذي عُرض في الافتتاح التجريبي لمكتبة "الإسكندرية"؛ فالفن إن لم يكن متعة وبه قدر من اللعب والاكتشاف والابتكار يفقد اهتمامه به، وهو شخصيًا لا يحب أن يكون أسير أسلوب واحد أو إيقاع واحد، ولكنه يحب أن تكون خلف كل أعماله شخصية واحدة هي شخصيته الفنية التي كوّنها ويطوّرها خلال عمره الفني.
مارس داوستاشي الكتابة بأشكالها المختلفة،فهو يؤمن بقوة اللغة الكامنة في الكلمة، وبقدر ما كان يرغب في أن يكون تشكيليًا رغب بنفس القدر أن يكون كاتبًا، ولو لم تكن لديه مشاكل في اللغة تحدثًا وكتابةً لكان إبداعه في مجال الكتابة أكثر، ولكنه اكتفي بكتابات تجريبية في الشعر والرواية والمسرح والقصة القصيرة والسيناريو، وكلها كتابات تشكيلية - أو هكذا أُطلق عليها، ثم رأي أن يركز جهده في الدراسات النقدية التشكيلية، واهتم بصفة خاصة بالحركة الفنية في الإسكندرية منذ نشأتها حتى الآن.
اتخذت لوحات داوستاشي شكلاً جديدًا يميل إلى السريالية، وهي دائمًا مشحونة بالرموز والعناصر غير المنطقية وبألوانٍ قوية، وقد تحول رسمه إلى نوع من التصوف الديني، ودواستاشي كثير التغير والتحول، يهوى جمع الأشياء القديمة واستخدامها في تشكيلاته المجسمة التي دائما ما تتضمن سخرية وانتقادا مريرا للعديد من المظاهر الاجتماعية. تطيح لوحات دواستاشي بالقوالب والأنماط بحثا عن خصوصيته الذاتية وهويته المتراوحة بين الملحمة الشعبية والسيرة القديمة، وما وراء الغيب الذي يشكل المعرفة اليقينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق