الخميس، 22 يناير 2009

القويضي ...والتشكيل بالفوارغ والمهملات


مكعبات يسري القويضي الورقية عالم من الألوان والتكوينات التي تعزف مقطوعة وجدانية

قلم وعدسة :عادل فضالي-مصر

الفن لعب، لكنه لعب جميل، هذا ما يؤكده أعمال الفنان المصري يسري القويضي ، فمن الفوارغ والمهملات ونفايات الأشياء استطاع القويضي أن يخلق حالةً فنيةً جديدة ومختلفة من حيث اللون والتكوينات المعمارية للعمل ومن حيث أيضًا المواد المستخدمة، فالفنان هنا يصنع تكوينات لونية متعانقة لها حس معماري هندسي لأنه يختصر الأشكال في المربعات والدوائر والمستطيلات والمثلثات ويحقق بخيالٍ جامحٍ تكوينات مكتملة لها روح خاصة ودلالة درامية. استخدم الفنان الكتلة المجسمة وهو استخدام جديد داخل إطار اللوحة كما لعب بعلب كرتون وقطع بلاستيكية مستديرة مجسمة، وجاء استخدامه للعلب الكرتونية بوجهيها المجوف والمصمت وهو ما أضفى بعدًا لونيًا خاصًا للتكوين النهائي لينبئ عن المعنى الكلي للعمل ملخصًا في رمزية اللون. كما تبرز اللوحات حالة التباين الفني بين كثرة التفاصيل المستخدمة في الوحدات التشكيلية وبين التجريد الشديد في الشكل العام للوحة. يعزز ذلك ألوان الفنان ذات الطابع الصريح وهي ألوان محملة بإيقاعٍ راقصٍ ممتلئ بالبهجة برغم أنها ليست من جنس واحد، فتجده يضع الأزرق والأحمر والأخضر والأصفر بشكل متجاور ليصنع من تشكيلها الهندسي المحدد انسجامًا مفاجئًا لعالم من الألوان والتكوينات التي تعزف مقطوعة وجدانية تؤكد أن الفن لعب جميل.
فن أوريجامي الياباني
والفنان السفير يسري القويضي (القويضي:تصغير قاضي) من مواليد الإسكندرية (10/3/1940)،عمل مساعدًا لوزير الخارجية.. مثل مصر في العديد من بلدان العالم ومنذ عشر سنوات تفرغ للعمل الفني واللعب بالأوراق المطويّة والملونة.. ذلك الفن الذي تعلمه وعشقة خلال عمله في اليابان البلد الشهير بهذا الفن المعروف عندهم بالأوريجامي.
فقدم باقة مميزة من أعماله عبر مراحل متفاوتة سواء مما أبدعها خلال عمله بالسلك الدبلوماسي أو بعد ابتعاده عنه وتفرغه للفن والكتابة ­فقط ­ وقد اختص رحلته مع الورق المطوي الملون، ­بداية من ،1998 وحتى اليوم ­ بالجزء الأكبر من معروضاته.. فهي الأهم والأكثر تميزًا وتفردًا والتي لا ينافسه فيها أحد من المصريين.
ويقول الناقد كمال الجويلي: إن موهبة هذا الفنان وحاسته الجمالية ظلت تلاحقه منذ طفولته، وتكشفت منذ مراحل دراسية الأولى . ولهذا فإن الملابسات والظروف التي أعاقت تخصصه في الفن ودفعته دفعاً إلى طريق الدبلوماسية ، لم تقضى على جيشان الرغبة في الإبداع ... ووجدت هذه المشاعر مع القراءات العديدة في مجالات الفن ومدارسه وتاريخه واتجاهاته ، وزيارات المتاحف العالمية خلال عمله الدبلوماسي ـ شرقاً وغرباً ـ المقابل الكامل والفرصة العريضة لتحقيق ( الذات الفنية ) وأكثر مما كان يطمح إليه في البداية ومنذ الطفولة ... هذا ما تقوله أعماله التي عرضت من قبل ، وحتى معرضه الذي قام على عنصر الزجاجات والحوار بينها من خلال خلفية ولون وضوء...
وقدم الفنان السفير يسري القويضي للمكتبة العربية أعمالاً هامة وهي: كتاب ( التشكيل بالفوارغ ) سبتمبر 2003 م:32 صفحة(بالعربية والإنجليزية)، كتاب ( الهروب إلى واحة الفن) إبريل 2004 م:104 صفحة(بالعربية و تعليقات بالإنجليزية) :وفيه تنقل بين الدبلوماسية والفن،كتاب(رحلة مع اللوحات والذكريات والأفكار)2006م:(بالعربية وتعليقات بالإنجليزية)،وقدم في العام المنصرم 2007م: 70 صفحة:كتاب (صفحات من حقيبتي غير الدبلوماسية) مقالات في الفن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق