الخميس، 22 يناير 2009

مساحات من النور في البنور





الخطيب ...ومساحات من النور في البنور


أعمال فتحي الخطيب مساحة مسكونة بإيحاءاتٍ لا نهائية من اختلافِ الضوءِ الساقطِ على الزجاج الملون


قلم وعدسة:عادل فضالي -مصر
تنوعت أعمال الفنان فتحي الخطيب فيما بين نسماتِ ودفءِ الطبيعة، ولوحات مرصعة بكسر الزجاج الملون. رحلة إلى رحاب الطبيعة، يستوحى منها بإحساسٍ مرهف وصادق، السحاب وعذوبة النيل الخالد وانحناءة أغصان الشجر وسخونة الرمال والصخور، مستخدمًا خاماته المفضلة يسجل انطباعه لما تحتويه الطبيعة في أي مكانٍ معبرًا عن الحقيقة والخيال بلغة الألوان . تستقبلنا لوحات الفنان فتحي الخطيب بترحاب دافئ نرى فيها المساحات والخطوط . وقد صاغها بالألوان في تكوينات تتجلى فيها قدرته على الجمع بين العمل الفني وبين شاعريةٍ هامسةٍ تضفى وميضًا أخاذًا على الملامح والأشكال . معالجًا بعمق طبيعة الأشياء في مصر بألوانها الزاهية، وسطحها الذي يغلب عليه الطابع الرملي وسماءٍ ساحرةٍ نستشعر منها الإحساس بكثافة الهواء في المنظر الطبيعي ويشعر كل من يشاهد لوحات الفنان فتحي الخطيب بجمال الحياة : سحر النور وهمس الظلال ، حيث الخيال والتلقائية الذي يتحد مع اللون ليحقق عالمه الخاص في أشكال نجد فيها تمازج الأبعاد الحالمة الشفافة بالألوان الطازجة، مما يجعل لكل منظر مذاقًا خاصًا فنجدُ مسطحاتِ الخضرة المنبسطة في الحقول التي تتنوع خضرتها.
شارك الفنان فتحي الخطيب(من مواليد القاهرة في:31/1/1928) بأعماله منذ تخرجه من كلية الفنون التطبيقية عام 1950 وحتى الآن، في الكثير من المعارض الجماعية وله مقتنيات في متحف الفن الحديث ولدى الأفراد في الداخل والخارج . والفنان يحترم ويحافظ على مظهر وجمال الطبيعة ، وما يحتويها من عناصر جمالية مختلفة.فقد أثبت قدرة فائقة من خلال جرأته في إسقاط ألوانه ، حيث اختلطت في أعماقه فأبدعها في لوحات تمتزج بين الخيال والواقع يشع من عناصرها الحس الموسيقي وهذا المعرض جزء من حصاد رحلة فنية بدأت بعد تخرجه من كلية الفنون التطبيقية والمعهد العالي للتربية الفنية عام 1952 ، وامتدت مع رحلة العمل بالتدريس والتوجيه في مجال التربية الفنية حتى عام 1986 . ثم تفرغ الفنان فتحي الخطيب للإنتاج الفني حتى الآن ... حيث يسعى الفنان في جميع لوحاته للكشف عن الطاقة الجمالية الكافية في المكان والخامة . قدم لنا فتحي الخطيب لوحات عن رؤيته الفنية للبيئة المصرية والمناظر الطبيعية .. بها حلول جمالية يثرى بها رصيده الفني . ويتمثل ذلك بما يضيفه على لوحاته من صفاء ذهني وخيال.
ثم يدهشنا الفنان فتحي الخطيب حينما استوقفه في مدخل فرن بلدي شعبي كمية من كسر الزجاج الملون بأحجامٍ وأنواعٍ مختلفة .. فتأملها وأوحى إليه المشهد برؤيةٍ جديدة ... بفكرةِ استخدام هذا الزجاج في إنتاجِ أعمالٍ فنيةٍ تشع تكويناتٍ لونية مبتكرة نتيجة انعكاسات أشعة الشمس عليها وتبلورت في خياله صياغة جديدة في الأداء.. وصاحبت هذه الرؤية الجديدة إحساس عميق غمر حواسه وأسعده كثيرًا.. فقد يكون في هذا الجديد انطلاقة للتحرر من الأساليب والخامات التقليدية والاندفاع نحو آفاق متطورة في التعبير . واتسمت لوحاته بتطبيق رؤيته الجديدة وجاءت لوحاته تتسم بالتجريد بتكويناتٍ لونية متناغمة وأحيانا متصارعة.. مطعمة بكسر الزجاج الملون المختلف ألوانِِهِ وأشكالِهِ وهكذا حقق النجاح بإضافة خامة لها لمعة، وبريق له جاذبيته، بالإضافة إلى الانعكاس الضوئي في حالة تسليط الضوء الطبيعي أو الصناعي على العمل..الأمر الذي يستوقف المتلقي للتأمل والخيال والبحث عن وسائل الربط بين التكوينات اللونية والزجاجية والسعي لتلمس المعنى المنشود واستقبال الرسالة الموضوعية للعمل ككل .
وقد سبق أن علق الفنان الراحل حسين بيكار على أعمال الفنان بأنه نبع جديد من الصفاء والغناء الكرواني الذي يصدح في كل لمسة . وأضاف أ.د محمود البسيونى ( عميد كلية التربية الفنية سابقًا ) إن إبداعه التقني امتدادًا للتأثيرية يحتفظ فيها بالأصل الطبيعي وفى نفس الوقت يحلل المساحات اللونية إلى تنظيمات مثيرة من ناحيتي الحركة والتوافق اللوني . يقول الفنان فتحي الخطيب : بعد فترة طويلة من الالتزام بالأساليب والخامات التقليدية... جاءتني الفرصة مؤخرًا لأتحرر من تلك القيود التي أسرتني وحدت من حركتي ... فانطلقت لآفاقٍ واسعة متطورة حركت في نفسي شعورًا وأحاسيسَ جديدة… وقد حدث ذلك عندما صادفت في مدخل فرن بلدي شعبي أكوابًا من كسرِ الزجاجِ الملونِ بأحجامٍ وأنواعٍ مختلفة تنتظر الصهر لإعادة تصنيعها وتشكيلها وقد أوحت لي تلك الصورة بإمكانية استخدمها في أعمالٍ فنيةٍ جميلةٍ مبتكرة تموج بالضوء وانعكاساته عندما يطل من العمل الفني في هيئة تلك التشكيلات الزجاجية .. وعندما عزفت على أوتار التجديد لم أتخلص تماما مما استوعبته في داخل المدارس الفنية المختلفة خلال مشوار حياتي الفنية.. فيأتي العمل الجديد مستلهما الماضي ومستشرفاً المستقبل.. ويصبح العمل الفني مساحة مسكونة بإيحاءات لا نهائية من اختلاف الضوء الساقط على الزجاج واختلاف مواقع نظره المتلقي من اللوحة.
إنها تجربة إبداعية لتلاقى الشكل اللوني والخامة الزجاجية المجسمة في متغيرات جمالية من أجل التعبير... توصل إليها الفنان من خلال خبرته وممارساته الفنية التي تعد بحثاً في التعبير والشكل والخامة... حيث يسعى الفنان فتحي الخطيب في جميع لوحاته للكشف عن الطاقة الجمالية الكامنة في المكان والخامة.

هناك تعليقان (2):

  1. Heya¡­my very first comment on your site. ,I have been reading your blog for a while and thought
    I would completely pop in and drop a friendly note. . It is great stuff indeed.
    I also wanted to ask..is there a way to subscribe to your site via email?


    السجاد الحرير

    ردحذف
  2. Betway launches new 'nudge' app for new players
    On May 24, Betway launched a new 'nudge' app on the youtube link to mp3 App Store. The app has recently been available on various platforms, but the company

    ردحذف